اضطرابات الصحَّة النفسيَّة / السُّلوكُ الانتحاري وأذيَّة الذات / السُّلُوك الانتحاري SUICIDAL BEHAVIOR
السُّلُوك الانتحاري Suicidal Behavior
يشمل السُّلُوكُ الانتحاري الانتحارَ المكتمل completed suicide، ومحاولة الانتحار attempted suicide.وتسمَّى الأفكارُ والخطط الرامية إلى الانتحار أفكارَ الانتحار suicide ideation.
ينجُم الانتحارُ عادة عن تفاعل عددٍ من العوامل، بما في ذلك الاكتئاب عادة.
وبعضُ الطرائق، مثل البنادق، من المرجَّح أن تؤدِّي إلى الموت؛ ولكنَّ اختيارَ طريقة أقلّ قتلًا لا يعني بالضرورة أنَّ القصد كان أقلَّ جدِّية.
لذلك، فإنَّ أيَّ تهديدَ بالانتحار أو محاولة انتحار يجب أن يؤخذا على مَحمل الجدِّ، وينبغي تقديمُ المساعدة والدعم.
وهناك خطٌّ هاتفي ساخن متاح للأشخاص الذين يفكِّرون في الانتحار.
(انظر أيضًا السُّلُوك الانتحاري عندَ الأطفال والمراهقين).
يشتمل السُّلُوكُ الانتحاري على ما يلي:
الانتحار المكتمل Completed suicide: الفعل المتعمَّد لإيذاء النفس الذي يؤدِّي إلى الموت.
محاولة الانتحار Attempted suicide: فعلٌ هدفه إيذاء النفس، ويُقصَد به أن يؤدي إلى الموت، ولكنَّه لم يؤدِّ إلى ذلك.قد تؤدي أو لا تؤدي محاولةُ الانتحار إلى الإصابة أو الأذى.
إصابة الذات غير الانتحاريَّة هي فعل لإيذاء النفس لا يُقصَد به أن يؤدِّي إلى الموت.وتشتمل هذه الأفعالُ على الخدوش على الذراعين، وحرق النفس بالسيجارة، والجرعة الزائدة من الفيتامينات.قد تكون إصابةُ الذات غير الانتحاريَّة وسيلةً للحدِّ من التوتر، أو تكون نداء للمساعدة من أشخاص لا يزالون يرغبون في العيش.وينبغي عدمُ إهمال هذه الأفعال أو التعامل معها على نحو غير جدِّي.
تأتي المعلوماتُ عن تواتر الانتحار من شهادات الموت وتقارير التحقيق بشكلٍ رئيسي وربَّما تُقلَّل من شأن المعدَّل الحقيقي.ولكن، فإن السُّلُوكَ الانتحاري هو مشكلة صحية شائعة جدًّا.يحدث السلوكُ الانتحاري عندَ الرجال والنساء من جميع الأعمار، والأعراق، والعقائد، ومستويات الدخل، والمستويات التعليمية، والتوجّهات الجنسية.ولا يوجد شاكلة انتحاريَّة نموذجيَّة.
الانتحارُ المكتمل في أنحاء العالم
يتوفَّى حوالى 800 ألف شخص حولَ العالم بالانتحار سنويًّا.
ويعدُّ الانتحارُ السببَ الرئيسي الثاني أو الثالث للوفاة بين المراهقين في الولايات المتحدة.
وتشير الدلائل إلى أنَّ عدد الأشخاص الذين يحاولون الانتحار عند كل مريض يتوفَّى هو الانتحار.وتختلف هذه النسبة بشكل كبير باختلاف البلد ، والمنطقة ، والجنس ، والعمر ، والطريقة.
الانتحارُ المكتمل في الولايات المتحدة
ففي الولايات المتّحدة في العام 2014 كان هناك 42773 حالة انتحار كامل.ويجري تكرار التمارين لحوالي 10 مرَّات ولثلاث مرَّات في اليَوم.
في عام 2016 كان معدل الانتحار هو
حوالى 1٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60-64 عامًا
الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر
وكأحد الأسباب الرئيسيَّة للوفاة، يكون معدَّلُ الانتحار على النحو التالي:وكأحد الأسباب الرئيسيَّة للوفاة يكون معدَّل الانتحار على النحو التالي:
الثاني بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 34 سنة
الرابع بين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 54 سنة
الثامن بين من تتراوح أعمارهم بين 55 و 64 سنة
في جميع الفئات العمرية يفوق عدد الرجال الذين ينتحرون عدد النساء بنحو 4 إلى 1 تقريبًا.والأسبابُ غير واضحة، ولكن يمكن أن تشتملَ على ما يلي:
عندما يكون لدى الرجال مشاكل يكونون أقلَّ عرضةً لطلب المساعدة - من الأصدقاء أو ممارسي الرعاية الصحية.
كما أنَّ تعاطي الكحول و اضطرابات تعاطي المواد التي يبدو أنها تسهم في السُّلُوك الانتحاري أكثر شُيُوعًا بين الرجال.
والرجالُ أكثر عدوانية ويستخدمون وسائلَ أكثر فتكًا عندما يحاولون الانتحار.
ينطوي عددٌ من حالات الانتحار عند الرجال على الانتحار في الجيش وبين قدامى المحاربين.وكلا المجموعتين لديهما نسبة أعلى من الرجال إلى النساء.
في عام 2016، كان معدّل الانتحار أعلى بين الأمريكيين الهنود وسكان ألاسكا الأصليين، وثاني أعلى نسبة بين البيض غير الهسبانيين.
هل تعلم؟
الانتحارُ هو السببُ الرئيسي الثالث للوفاة بين الشباب ولكن معدَّل الانتحار المكتمل هو الأعلى في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 64 سنة، وثاني أعلى معدّل عن من هم بعمر 85 سنة وأكثر.
ويعدُّ الرجالُ أكثرَ عرضة من النساء للإصابة.
ومقابل كلّ شخص ينتحر، هناك الكثير ممن يحاولون الانتحار.
محاولات الانتحار في الولايات المتحدة
في كلِّ عام، يحاول أكثر من مليون شخص الانتحار.كما يحاول المسنُّون الانتحارَ 25 مرات قبل تحقيق الانتحار المكتمل.ويقوم كثيرٌ من الأشخاص بمحاولاتٍ متكرِّرة.ولكنَّ 5 إلى 10٪ فقط من الناس الذين يحاولون الانتحار يَموتون في نهاية المطاف به.وتعدُّ محاولاتُ الانتحار شائعة بشكل خاص بين المراهقات؛تقوم الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 19 عامًا بإجراء 100 محاولة انتحار لكل عملية انتحار كاملة وهن يحاولنَ الانتحار أكثر من الأولاد بنحو 100 مرة.في جميع الفئات العمرية، تحاول النساء الانتحار مرتين أو ثلاث مرات أكثر من الرجال لكن الرجال أكثر عرضة بمقدار 4 مرات للوفاة في محاولاتهم.
يحاول كبارُ السن الانتحار 4 مرات لكل حالة انتحار كامل.
ينخفض متوسّط العمر المتوقع بشكل كبير عند الأشخاص الذين يحاولون الانتحار.ويبدو أنَّ معظمَ الانخفاض في متوسّط العمر المتوقَّع ينجم عن اضطرابات جسدية، وليس عن انتحارٍ مكتملٍ، في وقتٍ لاحق.
الأسباب
إنَّ حوالى واحد من كل ستة أشخاص، يقتلون أنفسهم، يترك ملاحظة انتحارية، وهي توفِّر في بعض الأحيان أدلةً على السبب.
وتنتج السُّلُوكياتُ الانتحارية عن تفاعل عدَّة عوامل عادة؛
العاملُ الأكثر شُيُوعًا الذي يُسهِمُ في السُّلوك الانتحاري هو
الاكتئاب
يسهم الاكتئاب، بما في ذلك الاكتئاب الذي يكون جزءًا منه الاضطراب ثنائي القطب، في أكثر من 50٪ من محاولات الانتحار ونسبة أعلى من حالات الانتحار المكتملة.يمكن أن يحدث الاكتئاب بشكلٍ غير متوقّع، وقد ينجُم عن خسارة حديثة أو حدث مؤلم آخر، أو ينجم عن مجموعة من العوامل.قد تؤدِّي المشاكلُ الزوجية أو الاعتقال أو المشاكل القانونيَّة في الآونة الأخيرة، أو حالات الحبّ غير السعيدة أو المنتهية، أو النزاعات مع الوالدين (بين المراهقين)، أو فقدان أحد أفراد الأسرة مؤخَّرًا (وخاصَّة بين كبار السن) إلى الاكتئاب.ويكون خطرُ الانتحار أعلى إذا كان لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قلقٌ كبير أيضًا.
قد يحدث لدى الأشخاص المصابين باضطرابات طبية معينة الاكتئاب ومحاولة الانتحار أو الانتحار التام أو المكتمل.تؤثر معظمُ الاضطرابات المرتبطة بزيادة معدلات الانتحار بشكل مباشر في الجهاز العصبي والدماغ (كما يحدث في الإيدز و التصلب المتعدد و صرع الفص الصدغي و إصابات الرأس )، أو تنطوي على علاجات يمكن أن تسبب الاكتئاب (مثل بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم).
في كبار السن، قد يكون نَحو 20٪ من حالات الانتحار استجابة (جزئيًا على الأقلّ) للاضطرابات الجسدية المزمنة والمؤلمة الخطيرة.
تزيد تجارب الطفولة الرضحية، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والجنسي، من خطر محاولات الانتحار، ربما لأن الاكتئاب شائع بين المرضى الذين عانوا من مثل هذه التجارب.
ويمكن أن يتعزَّز الاكتئابُ باستخدام الكحول، والذي بدوره يجعل السُّلُوكَ الانتحاري أكثر احتمالًا.كما يقلِّل الكحولُ من ضبط النفس أيضًا؛فحوالى 30٪ من المَرضَى الذين يحاولون الانتحارَ يشربون الكحول قبلَ المحاولة، ونحو نصفهم يكونون مخمورين في ذلك الوقت.وبما أنَّ إدمانَ الكحول، وخاصة الشرب بنهم، غالبًا ما يسبِّب مشاعر عميقة من الندم خلال فترات الابتعاد عنه؛ لذلك، يكون المدمنون على الكحول عرضةً للانتحار حتى في فترات الاتِّزان.
كما أنَّ جميع اضطراباتِ الصحَّة النفسيَّة الأخرى، إلى جانب الاكتئاب، تجعل المَرضَى عرضةً لخطر الانتحار أيضًا؛
فالأشخاصُ المصابون بانفصام الشخصية أو اضطرابات ذهانية أخرى قد يكون لديهم أوهام (معتقدات كاذبة ثابتة) بأنَّهم يجدون من المستحيل التكيٌّف معها أو أنهم قد يسمعون أصواتًا (الهلوسة السمعية) تقودهم إلى قتل أنفسهم.كما يكون مرضى الفصام عرضةً للاكتئاب أيضًا.
وكذلك فإنَّ المصابين باضطراب الشخصية الحدِّي أو اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع، وخاصَّة أولئك الذين لديهم تاريخ من السُّلُوك العنيف هم أكثر عرضة للانتحار أيضًا.يتحمَّل مرضى هذه الاضطرابات الإحباط بشكلٍ سيِّئ ويتفاعلون مع الشدَّة بشكلٍ مُتهوّر، ممَّا يؤدِّي في بعض الأحيان إلى إيذاء النفس أو السلوك العدواني.
يزيد العيش منفردًا من خطر السُّلُوك الانتحاري.ويعدُّ الأشخاصُ المنفصلون أو المطلَّقون أو الأرامل أكثرَ عرضةً للانتحار؛بينما يعدُّ الانتحارُ أقلَّ شُيُوعًا بين الأشخاص الذين هم في علاقة آمنة مقارنة بالذين يعيشون بمفردهم.
عواملُ الخطر في السلوك الانتحاري :
مرض مؤلم أو مسبِّب للعجز
العيش وحيدًا
الانكماشات الاقتصادية أو الدَّيْن
البَطالة
الفجيعة أو الخسَارة
الإذلال أو العَار
اليأس
السُّلُوك العدواني أو الاندفاعي
الاكتئاب لاسيَّما عندما يرافقه القلق أو يكون جزءًا من الاضطراب ثنائي القطب
دُخول حديث إلى المستشفى بسبب الاكتئاب
معظم اضطرابات الصحة النفسيَّة الخطيرة الأخرى، مثل اضطرابات الشخصية
الحزن المستمرّ حتى عندما تكون الأعراض الأخرى للاكتئاب خفيفة
تاريخ من تعاطي الأدوية أو الكحول
تاريخ من محاولات الانتحار السَّابقة
تاريخ من الانتحار أو الاضطرابات النفسية لدى أفراد الأسرة
تجارب الطفولة الصادمة، بما في ذلك الاعتداءُ الجسدي أو الجنسي
الانشغال بالانتحار والحديث عنه
خطط محدَّدة جيدًا للانتحار
مُضادَّاتُ الاكتئاب وخطرُ الانتِحار
يعدُّ خطرُ محاولات الانتحار هو الأكبر في الشهر قبل بدء العلاج المضادّ للاكتئاب، وخطرُ الموت عن طريق الانتحار ليس أعلى بعدَ بدء إعطاء مضادَّات الاكتئاب ومع ذلك فإن مضادات الاكتئاب تزيد بشكل طفيف من تكرار الأفكار والمحاولات الانتحارية (ولكن ليس الانتحار الكامل) لدى الأطفال والمراهقين والشباب.لذلك، ينبغي تحذيرُ آباء وأمَّهات الأطفال والمراهقين؛ كما ينبغي مراقبة الأطفال والمراهقين بعناية بالنسبة للتأثيرات الجانبيَّة، مثل زيادة القلق والعصبيَّة والأرق والتَّململ والغضب، أو التحوُّل إلى الهَوَس الخَفيف (عندما يشعر الأشخاص بطاقةٍ كاملة وبالبهجة، ولكن غالبًا ما يغضبون أو يُشتَّتون ويَتهيَّجون بسهولة)، وخاصَّة خلال الأسابيع القليلة الأولى بعدَ بدء تناول الدواء.
وبسبب التحذيرات الصحية العامَّة حول العلاقة المحتملة بين تناول مضادَّات الاكتئاب وزيادة خطر الانتحار، بدأ الأطباءُ بالتقليل من مُعدَّل وصف هذه الأدوية بنسبة 30٪ للأطفال والشباب.
ولكن في الوقت نفسه، ارتفعت معدَّلاتٌ الانتحار بين الشباب بشكلٍ مؤقَّت بنسبة 14٪.وهكذا، فمن الممكن أن تؤدِّي هذه التحذيرات عن طريق تثبيط المُعالَجَة بالأدوية للاكتئاب إلى مزيد من الوَفَيات وليس بنسبة أقلّ عن طريق الانتحار.
عندما يُعطَى الأشخاصُ الذين يعانون من الاكتئاب مضادَّات الاكتئاب، يتَّخذ الأطباء بعضَ الاحتياطات للحدِّ من خطر السُّلُوك الانتحاري:
إعطاء المَرضَى مضادَّات الاكتئاب بمقادير لا تسبِّب الموت
جدولة زيارات أكثر تكرارًا عندَ بدء العلاج
تحذير واضح للمرضى وأفراد أسرهم والأشخاص الآخرين المهمِّين من أن يكونوا في حالة استعداد لتفاقم الأَعرَاض أو التفكير الانتحاري
توجيه المَرضَى وأفراد أسرهم والأشخاص الآخرين المهمِّين للاتصال فورًا بالطبيب الذي وصف مضادَّ الاكتئاب أو للحصول على الرِّعاية في أي مكان آخر إذا تدهورت الأَعرَاضُ أو عندما تحدث الأفكارُ الانتحاريَّة
هل تعلم؟
لقد جَرَى ربطُ مضادَّات الاكتئاب مع زيادة خطر الأفكار والمحاولات الانتحارية، ولكنَّ عدمَ تناولها قد يزيد من خطر الانتحار أكثر من ذلك بكثير.
على الرغم من أنَّ معظمَ الرجال والنساء الذين يقتلون أنفسهم يستخدمون البنادق، لكنَّ الرجالَ يُقدِمون على الانتِحار الكامل بهذه الطريقة أكثر من ضعفي عدد النِّساء.
الطرائق
غالبًا ما يتأثر اختيارُ الطريقة بالعوامل الثقافية وتوفُّر وسائل الانتحار (مثل البندقية).وقد يعكس ذلك أو لا يعكس خطورةَ أو أهمِّية النَّوايا.وبعضُ تلك الطرائق (مثل القفز من مبنى شاهق) تجعل البقاءَ على قيد الحياة مستحيلاً عمليًا، في حين أنَّ أساليب أخرى (مثل الجرعة الزائدة من الأدوية) تجعل الإنقاذ ممكنًا.
ولكن حتَّى لو كان الشخصُ يستخدم طريقة ثبتَ أنَّها غيرُ قاتلة قد يكون القصدُ بنفس الخطورة مثل الشخص الذي يستخدم طريقةً مميتة.
وغالبًا ما تنطوي محاولاتُ الانتحار على جرعةٍ زائدة من الأدوية والتسمُّم الذاتي.أمَّا الطرائقُ العنيفة، مثل إطلاق النار والشنق فهي غير شائعة بين محاولات الانتحار، لأنها تؤدِّي إلى الموت عادة.
تنطوي معظم حالات الانتحار المكتملة على استعمال البنادق؛ففي الولايات المتحدة، استُعملت البنادق في نحو 50 بالمائة من حالات الانتحار.ويستخدم الرجال هذه الطريقة أكثر من النساء.
وتشتمل الطرائق الأخرى على الشنق والتسمُّم والقفز من ارتفاع شاهق والقطع.يمكن لبعض الطرائق ، مثل القيادة على منحدر أن تُعرِّض الآخرين للخطر.
يُؤدِّي التسممُ بمبيدات الحشرات في جميع أنحاء العالم إلى حَوالى 30٪ من حالات الانتحار المكتملة.
الوقاية
على الرغم من أنَّ بعضَ محاولات الانتحار أو الانتحار الكامل تأتي بشكل صدمة، حتى لأفراد العائلة والأصدقاء لكنَّ الكثيرَ من المَرضَى يعطون تحذيراتٍ واضحة.ولذلك، يجب أن يُؤخَذ أيُّ خطر انتحاري أو محاولة انتحار على محمل الجدّ؛فإذا جَرَى تجاهل ذلك، قد تُفقَد الحياة.
وإذا كان الشخصُ قد هدَّد أو حاول الانتحارَ بالفعل، ينبغي الاتصال بالشرطة على الفور حتى يمكن أن تصل خدمات الطوارئ في أقرب وقت ممكن.وإلى أن تصلَ المساعدة، يجب التحدُّثُ إلى الشخص بطريقةٍ هادئة وداعمة.
كما يمكن للطبيب أن يُدخِل الأشخاص الذين هددوا أو حاولوا الانتحار إلى المستشفى.
وحتَّى لو كانوا لا يوافقون على دُخُول المستشفى تسمح معظمُ الولايات للطبيب بإدخال الأشخاصَ إلى المستشفى بخلاف رغباتهم إذا اعتقد أنَّهم في خطر كبير من إيذاء أنفسهم أو غيرهم من الأشخاص.
التعامُل مع الانتِحار: الخطُّ الوطني الساخن للوقاية من الانتحار
يعدُّ الأشخاصُ الذين يهدِّدون بالانتحار في أزمة.ولذلك، يوفِّر خطُّ الحياة الوطني للوقاية من الانتحار (1-800-273-TALK) التدخلَ في الأزمات بالنسبة لهؤلاء الأشخاص في جميع أنحاء الولايات المتحدة.ويعمل في مراكز منع الانتحار متطوِّعون مدرَّبون تدريبًا خاصًا.
عندما يتَّصل الأشخاصُ الانتحاريون بالخطِّ الساخن، يقوم المتطوِّع بما يلي:
يسعى إلى إقامة علاقة معهم، وتذكيرهم بهويَّتهم (على سبيل المثال، باستخدام اسمهم مرارًا وتكرارًا)
قد يقدِّم مساعدةً بنَّاءة للمشكلة التي سبَّبت الأزمة، ويشجِّعهم على اتخاذ إجراءات إيجابية لحلِّها
قد يُحاول تسهيلَ المساعدة التخصُّصية الطارئة وجهًا لوجه بالنسبة لهم
في بعض الأحيان يتَّصل الأشخاص بالخطِّ الساخن ليقولوا إنَّهم ارتكبوا فعلًا انتحاريًا (على سبيل المثال تناول جرعة زائدة من الأدوية أو تشغيل الغاز) أو هم في طريقهم للقيام بذلك.
وفي مثل هذه الحالات يحاول المتطوِّعُ الحصولَ على عنوانهم.
وإذا لم يكن ذلك ممكنًا يقوم متطوِّعٌ آخر بالاتصال بالشرطة لتتبُّع المكالمة ومحاولة الإنقاذ.ولكن إذا كان ذلك ممكنًا، يُستبقَى الأشخاص يتحدَّثون على الهاتف حتى تصلَ الشرطة.
التدبير
يأخذ الأطباءُ أيَّ عمل انتحاري على محمل الجدّ، بغضِّ النظر عما إذا كان هو تلميحًا أم محاولة.
إذا قام الأشخاصُ بإصابة أنفسهم بجروح خطيرة، يقوم الأطباءُ بتقييم وعلاج الإصابة، ويدخلون الشخص إلى المستشفى.وإذا أخذ الأشخاصُ جرعةُ زائدة من الأدوية المميتة المحتملة يقوم الأطباءُ على الفور باتِّخاذ خطواتٍ لمنع امتصاص الدواء وتسريع تخلُّص الجسم منه.
كما يُعطَى الأشخاصُ أيضًا أيّ ترياق متاح مع توفير الرعاية الداعمة مثل أنبوب التنفُّس.
وبعدَ التقييم الأولي، يُحال الأشخاص الذين حاولوا الانتحارَ إلى طبيب نفسي، حيث يحاول تحديدَ المشاكل التي ساهمت في المحاولة ووضع خطَّة العلاج المناسب.
للحدّ من مخاطر حدوث مشكلات، يقوم الأطباء النفسيون عادةً بما يلي:
الاستماع إلى ما يقوله الشخص.
حاول أن تفهم ما الذي دفع الشخص إلى محاولة الانتحار، وما الذي أفضى إلى المحاولة، ومكان حدوثها وكيف حدثت
اسأل عن اعراض الاضطرابات النفسية التي تزيدُ من خطر السُّلوك الانتحاريّ
استفسر عمَّا إذا كان الشخص يُعالج من اضطراب نفسي ، بما في ذلك ما إذا كان الشخص يأخذ أي أدوية لعلاجه
تقييم الحالة الذهنية للشخص، والبحث عن علامات الاكتئاب والقلق والهياج ونوبات الهلع والأرق الشديد، وغيرها من الاضطرابات النفسية، وتعاطي الكحول أو تعاطي المخدرات
استفسر عن العلاقات الشخصية والأسرية، بالإضافة إلى الشبكات الاجتماعية، لأنها غالبًا ما تكون ذات صلة بمحاولة الانتحار ومتابعة العلاج
تحدُث إلى أفراد العائلة والأصدقاء المقربين واسألهم عن تعاطي الشخص للكحول والماريجوانا ومسكنات الألم وتعاطي المخدرات
ساعِد الشخص على تحديد الأشياء التي تثير أفكار الانتحار لديه وعلى التخطيط لطرائق للتعامل مع هذه العوامل
وبما أنَّ الاكتئابَ يزيد من خطر السُّلُوك الانتحاري يقوم الأطباء بمراقبة دقيقة للمَرضى الذين يعانون من الاكتئاب بالنسبة للسُّلوك والأفكار الانتحاريَّة.
تُشير بعضُ الأدلة إلى أنّ استخدام الليثيوم، ومضادَّات الاكتئاب، ومضادَّات الذهان لمُعالَجة اضطرابات المزاج عند الأشخاص الذين يُواجهون خطر الانتحار قد يُقلِّل من عدد حالات الانتحار المكتملة.تُقلِّلُ معالجة الفصام بالكلوزابين clozapine من خطر الانتحار.
التأثير
للموت بسبب الانتحار تأثيرٌ نفسي ملحوظ في جميع المعنيِّين؛فقد تشعر العائلة والأصدقاء والأطبَّاء بالذنب والعار والندم لعدم منعهم الانتحار؛كما قد يشعرون بالغضب تجاه الشخص.وفي نهاية المطاف، قد يدركون أنَّهم لم يتمكَّنوا من منع الانتحار.
وفي بعض الأحيان يمكن لمرشد التفجُّع أو مجموعة المساعدة الذاتية مساعدة العائلة والأصدقاء على التعامل مع مشاعر الشعور بالذنب والحزن.يمكن لطبيب الرعاية الأوَّلية أو خدمات الصحَّة النفسيَّة المحلِّية (على سبيل المثال على مستوى المقاطعة أو الولاية) أن يساعدا في كثير من الأحيان على تحديد هذه الموارد.وبالإضافة إلى ذلك، تحافظ المنظماتُ الوطنية، مثل المؤسَّسة الأمريكيَّة للوقاية من الانتحار American Foundation for Suicide Prevention، على دلائل مجموعات الدعم المحلِّية.وهناك مَصادرُ متاحةٌ على شبكة الإنترنت أيضًا.
ويعدُّ تأثيرُ محاولة الانتحار مماثلًا للانتحار نفسه.ولكنَّ أفرادَ العائلة والأصدقاء يكون لديهم الفرصة لحلِّ مشاعرهم من خلال الاستجابة بشكل مناسب لصرخة الشخص للحصول على المساعدة.